أخطاء النساء في رمضان
(1)
.1 من الأخطاء ضياع أوقات كثير من النساء بالنهار في إعداد الطعام ، والتفنن في الموائد والمأكولات والمشروبات ، حيث تقضي المرأة معظم نهارها في المطبخ ، ولا تنتهي من إعداد هذه الأطعمة إلا مع أذان المغرب ، فيضيع عليها اليوم دون ذكر أو عبادة أو قراءة للقرآن ، وينبغي على الأخت المسلمة أن تحافظ على وقتها دا ئما وفي هذا الشهر الكريم خاصة .
وأن تقتصد في الطعام والشراب فتصنع ما لا بد منه وتكتفي بصنف أو صنفين ، وأن تتعاون النساء في البيت الواحد بحيث يتعاونّ على العمل ، ليتتفرغن للعبادة والذكر وتلاوة القرآن .
2. ضياع الأوقات بالليل في الزيارات التي قد تمتد لساعات متأخرة من الليل وربما إلى قبيل الفجر ، أو الانشغال بمتابعة القنوات والبرامج التلفزيونية ، فتقضي المرأة معظم ساعات الليل في مشاهدة ذلك ، وكان الأولى بها أن تحيي ليلها بعبادة الله وذكره وشكره وتلاوة كتابه .
3. خروج بعض النساء إلى المسجد لصلاة العشاء والتراويح بلباس الزينة مع التعطر والتطيب مع ما في ذلك من أسباب الفتنة والإثم ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) رواه مسلم ، ويقول : ( أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) رواه أحمد .
4. الاختلاط الذي يحصل بين النساء والرجال عند الخروج من المسجد بعد صلاة التراويح ، مما قد يتسبب في حصول الفتنة ، والواجب عليهن أن يبادرن بالخروج قبل الرجال ، ولا يمشين إلا في حافة الطريق وجوانبها ، فهو الأستر والأحفظ لهن ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - للنساء في الحديث الذي رواه أسيد النصاري – رضي الله عنه : ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق) (حديث حسن) رواه : (أبو داود) انظر : (صحيح الجامع رقم 929) .
5. ومن الأخطاء : فتور بعض النساء عن العبادة حال الحيض والنفاس ، فتظن أنها في رخصة من كل أنواع العبادة التي تقربها إلى الله - جل وعلا - مع أنه يمكن للحائض أن تؤدي كثيراً من الطاعات حال حيضها كالمداومة على الذكر والدعاء ، والصدقة ، وقراءة الكتب النافعة ، والتفقه في الدين ، بل لها أن تقرأ القرآن على القول الصحيح دون مس للمصحف *، إلى غير ذلك من الأمور التي ينبغي أن تحرص عليها الأخت المسلمة .
6. الانشغال في العشر الأواخر من رمضان بالتجهيز للعيد ، والتجول في الأسواق ومحلات الخياطة لشراء الملابس ، وهو خلاف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- الذي كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها ، ويمكن للمرأة شراء حاجاتها وحاجات أولادها قبيل شهر رمضان ، أو في الأيام الأولى منه بحيث تتفرغ تفرغاً تاماً إذا دخلت العشر .
7. من الأخطاء أن بعض النساء قد تطهر قبيل الفجر ، ولا تتمكن من الغسل لضيق الوقت ، فتترك الصيام بحجة أن الصبح أدركها قبل أن تغتسل ، مع أن الواجب عليها أن تصوم ولو لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر .
8. ومن الأخطاء إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات ، وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض ، فإذا أرادت الصيام منعها أهلها من غير أن يسألوها عن مجيء الحيض أو لا ، فقد تكون بلغت سن التكليف الذي يجب فيه الصوم وهم لا يعلمون بذلك .
9. خروج كثير من النساء إلى الأسواق مع السائق الأجنبي ومن غير محرم ، وقد يخالطن الباعة ، فتحصل الخلوة المحرمة التي تقود إلى أمور لا تحمد عقباها ، فعلى المرأة الشريفة العفيفة أن تتجنب مواطن الريبة ، وأن تبتعد عن أماكن الاختلاط ونظرات العابثين ، وأن تلتزم بلباس الحشمة والحياء حتى لا يطمع فيها طامع أو يتطلع إليها فاسد .
منقول . جزى الله كاتبه خير الجزاء .
________________
*هذا القول : " أن للحائض أن تقرأ القرآن على القول الصحيح دون مس للمصحف " عليه خلاف بين العلماء ، فمنهم من قال به مستدلا بقول الله - تعالى -:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة 77 ــ 79] . ومنهم من قال بأن المقصود بقول الله - تعالى - : { لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } الملائكة حملة اللوح المحفوظ .
لأنهم مطهّرون دائما لا يحصل لأي منهم حدث يوجب تجديد الطهارة . فهم " مطهرون " .
وأما غيرهم من المكلفين تحصل لهم أحداث توجب تجديد الطهارة ، فتزول النجاسة بزوال الحدث ، والأصل طاهر بالإيمان . فهم " متطهرون " .
وأن المؤمن طاهر قلبه بإيمانه - طهارة معنوية - لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " المؤمن لا ينجس " متفق عليه .
وأما المشركون فإنهم نجس نجاسة - نجاسة معنوية - بخبث قلوبهم بالشرك والكفر وعدم إيمانهم .
وأن المراد بالحديث الصحيح الذي رواه (الطبراني) عن ابن عمر - رضي الله عنهما : " لا يمس القرآن إلا طاهر " انظر : [ صحيح الجامع : 7780 ] ، لا يمس القرآن إلا مسلم . والحرص على عدم تمكين المشرك من مسه ، فهو كحديث : " نهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو " متفق عليه.
وقد بسط القول في هذه المسالة الإمام الشوكاني - رحمه الله تعالى - قي كتابه : [ نيل الأوطار 1 / 180 - 181 ] . والشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - في كتابه : [ تمام المنة ص 107 و 116 ] .
فمن رغب الزيادة في التحقيق فليراجعهما - مشكورا - .